نظم قسم الدبلوماسية بالمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء الجمعة 18 سبتمبر 2020 محاضرة حول المراسلات الدبلوماسية وتقنيات التحرير الدبلوماسي للمذكرات والتقارير، ألقى المحاضرة وزير الخارجية الأسبق والدبلوماسي أحمد ولد سيد أحمد .
تندرج هذه المحاضرة في إطار برنامج المحاضرات المعززة لجهود التكوين الذي يتيح لطلاب الشعب المختلفة الإطلاع على خبرات وتجارب شخصيات مرجعية في شتى المجالات وقد افتتحها المدير العام للمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء د. عبد القادر ولد أعلاده وأدارها د. محمد دده رئيس قسم الدبلوماسية وحضرها السفير أحمد مصطفى.
تطرق المحاضر لأهم تجاربه في المجال الدبلوماسي كسفير ووزير سابق للخارجية خاصة المتعلق منها بموضوع المراسلات والمذكرات الدبلوماسية حيث تحدث عن الأهداف الأساسية للمراسلات الدبلوماسية وأنواع هذه المراسلات.
وقد استفاض الوزير في شرح أهداف المراسلات الدبلوماسية وتعديدها مبرزا أن جوهرها قائم على القدرة والتمكن من توصيل الخطاب بوضوح ودقة، والاهتمام بأسلوب ولغة الكتابة تفاديا للقراءات التأويلية التي تبحث غالبا في ما بين السطور ما قد يؤدي إلى سوء الفهم ونشوب الأزمات.
وبصدد تناوله لأنواع المراسلات الدبلوماسية صنفها الوزير إلى نوعين المذكرات الشفهية والتقارير مشددا على أن أسلوب المذكرة الشفهية هو الطاغي في المراسلات الدبلوماسية على المستويين الدولي والوطني.
كما قدم المحاضر نماذج تطبيقية من المذكرات الدبلوماسية ليضع التلاميذ الموظفين في صورة الصياغة ويبرز لهم قيمة الدلالة الإيحائية للكلمات في تحديد مواقف الدولة من مختلف القضايا الدبلوماسية التي تعرض لها، وقدم مثالا على ذلك بعض التراكيب ذات الدلالة الخاصة مثلا "لدى حكومتي تحفظات صريحة" و "نرجوا أن يصلنا جوابكم قبل تاريخ كذا" حيث أكد على أن صياغة الخطاب الأول تكشف عن مستوى عال من الصرامة في عدم السماح مطلقا بالموضوع محل التحفظ بينما تعني الثانية إعلان الحرب.

وفي نهاية المحاضرة أجاب المحاضر عن أسئلة عديدة ومتنوعة للتلاميذ الموظفين المسجلين في قسم الدبلوماسية على مختلف المستويات.
ونوه التلاميذ الموظفون بأهمية المحاضرة وحاجتهم للاستفادة من خبرة وتجربة دبلوماسي مارس العمل من كل المستويات، وقامة وطنية كالوزير أحمد ولد سيد أحمد الذي ثمن بدوره أهمية هذه اللقاءات التفاعلية بين أجيال الدبلوماسية الموريتانية الذين عملوا ويعملون على إعطاء صورة ناصعة لموريتانيا التي كانت وستظل أرض لقاء وتواصل وتكامل .