انطلقت اليوم السبت 23 اكتوبر 2021 بقصر المؤتمرات في نواكشوط أيام تأبين للراحل الأستاذ محمدن ولد أباه ولد حامد بحضور وزيري المالية السيد محمد الأمين ولد الذهبي، والثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان الناطق باسم الحكومة السيد المختار ولد داهي، بالإضافة إلى زعيم مؤسسة المعارضة الديمقراطية وشخصيات سامية في الدولة ومثقفين وجمع غفير من أصدقاء وزملاء المرحوم.
وتنظم هذه الأيام بالتعاون بين مجموعة خبراء التسيير القائم على نتائج التنمية ومنظمة موريتانيا آفاق والمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء.
وتهدف هذه الأيام من بين أمور أخرى إلى استذكار الراحل والاستفادة من تجربته الغنية في مجال الإدارة ووفاء لتلك التضحيات الجسام التي تجشم عناءها من أجل الوطن ولتسليط الضوء على شخصيته المميزة دينيا وأخلاقيا.
وفي كلمة باسم معالي الوزير الأول السيد محمد بلال الذي هو أحد زملاء الراحل محمدن ولد أباه ولد حامد، أوضحت السيدة عيش فال فرجس مديرة ديوان الوزبر الأول، أن الفقيد كان نموذجا للموظف الموريتاني المثالي فقد كان متميزا في الأخلاق والتضحية والتواضع والنزاهة والتعفف عن الأموال العامة.
وأضافت أنها لن تستطيع إحصاء خصال الرجل التي شهد له بها القاصي والداني مع أنه تقلد مناصب هامة وحساسة وأن هذ الجمع الغفير يحس بما خلفه من فراغ فكيف بالأسرة الخاصة شاكرة مبادرة التأبين التي ثمنت الفقيد وذكرت الجميع بخصاله الحميدة.
وبدورها قالت السيدة فاطمة بنت عبد المالك رئيسة جهة أنواكشوط إنها تحار في البدء في حديثها عن المغفور له محمدن ولد أباه ولد حامد من أين تبدأ هل باستقامته التي شهد بها الجميع أم بأخلاقه وغيرته على الشأن العام وايمانه بموريتانيا دولة القانون والمساواة وجديته في العمل ومسؤوليته وصرامته في التمسك بالحق مهما كلفه ذلك.
وأضافت أنها وزملاءها في مجموعة خبراء التسيير والمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء وموريتانيا آفاق يشعرون بالفخر والاعتزاز لتعاونهم على إقامة هذه الأيام خاصة عند سماعهم الشهادات تلو الشهادات من طرف الشخصيات الوطنية والدولية عن الفقيد محمدن الذي كان مثالا يحتذى لكل مواطن ينشد الاستقامة والشفافية، فكل الموريتانيين سواسية عنده أمام القانون ولديه في ذلك قصص وحوادث مشهورة.
وأعلنت بنت عبد المالك عن جملة إجراءات من أجل تخليد ذكرى الراحل تنظمها منظمة آفاق موريتانيا، منها إنشاء جائزة سنوية باسم المرحوم واعتماد رقم الهاتف الذي كان يستخدمه رقما أخضر للخدمات الإدارية وتنظيم يوم تشجيري باسمه لما عرف عنه من اهتمام بسلامة البيئة وإطلاق اسمه على الشارع الممتد غربا من دوار القدس.
ومن جهته عبر السيد أباه ولد محمدن ولد حامد في كلمة باسم أسرة الفقيد عن جزيل الشكر وعظيم الامتنان لأصحاب هذه المبادرة وللحضور الكريم لمشاركتهم هذا التأبين وفاء لروح الوالد، كما شكر المتدخلين الذين أدلوا بشهاداتهم التي أثلجت الصدور من خلال حديثهم عن خصال المرحوم الطيبة وسيرته المهنة النقية "فقد كان عزاء لنا".
بعد ذلك تتالت الشهادات من طرف الشخصيات الوطنية والدولية حول الفقيد وتم عرض فيلم وثائقي يتحدث عن مراحل حياته، كما تخللت الحفل إلقاءات ومداخلات شعرية في رثاء الفقيد مشيدة بخصاله الحميدة، وداعية الموظف الموريتاني إلى الاستلهام من حياة الفقيد المهنية والأخلاقية.
واليوم الثاني من أيام التابين تم افتتاح هذا اليوم من طرف الدكتور محمد ولد عبد القادر ولد اعلاده المدير العام المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء الذي بين أن المدرسة عرفت الفقيد (محمدن ولد حامد 1962_ 2021)، أستاذا تخرجت على يده عدة أجيال من مختلف أسلاك الوظيفة العمومية، هاهي اليوم تدشن، في حفل تأبيني حضره زملاؤه وذووه ومحبوه، قاعة باسم الفقيد، ستكون مخصصة للمعلوماتية، بغية عصرنة الإدارة.
وتميز اختتام حفل التأبين، بجلستين لنقاش المواضيع التي كانت تشغل بال الفقيد، وأبلى فيها بلاء حسنا، كما أكد ذلك مدير المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء، تضمنت الجلسة الأولى موضوع : كيف يمكن للوظيفة العمومية الموريتانية تقييم المصادر البشرية والموظف المثالي، بينما كان محور الجلسة الثانية رقابة المواطن للشأن العام.
وشهد الحفل العديد من المداخلات من ذوي الراحل ورفقاء دربه المهني الحافل بالإنجازات رغم قصر المدة التي قضاها في الحياة، حيث تقلد خلال مساره المهني العديد من الوظائف الهامة في البلد (أمينا عاما للمحكمة العليا، أمينا عاما لوزارة الوظيفة العمومية، رئيسا للجنة الوطنية للمسابقات، مديرا للميزانية، مستشارا في الوزارة الأولى...)..
وفي الجانب المهني اتفق المتدخلون على أن المرحوم ضرب أروع الأمثلة، لكل مواطن ينشد الاستقامة والشفافية والإخلاص في العمل، حيث ظل إصلاح الوطن والنهوض به الشغل الشاغل له، رغم كل الإغراءات والضغوط والإكراهات التي تعرض لها.
ولعل أصدق مثال على ذلك، الجهود التي بذلها في سبيل إنشاء اللجنة الوطنية للمسابقات، واستقلالها عن المؤسسات الأخرى، والتي تولى رئاستها في الفترة ما بين 2014 إلى غاية 2017، إلى جانب الأدوار التي اضطلع بها في سبيل تطوير قطاع الوظيفة العمومية وعصرنته، كما شهد بذلك المتدخلون في الحفل من قطاع الوظيفة العمومية وتم الإعلان خلال حفل التأبين عن الشروع في تأليف كتاب عن أطروحة الراحل للدكتوراه، التي كان يقوم بإعدادها، حول السياسات الوظيفة العمومية في موريتانيا، الصعب في فضاء مستقل.
