تحت عنوان "التسيير اللامركزي للموظفين والوكلاء العموميين على المستوى الجهوي"، و ضمن سلسلة "لقاء التجربة"نظمن المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء، محاضرة لصالح التلاميذ الموظفين.
في إطار سلسلة المحاضرات "لقاء التجربة" التي دأبت المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء على تنظيمها، احتضنت قاعة المحاضرات بالمدرسة يوم السبت 5 أبريل 2025، محاضرة قيّمة تحت عنوان: "التسيير اللامركزي للموظفين والوكلاء العموميين على المستوى الجهوي"، قدّمها الإداري والوالي صال صيدو، بحضور المدير العام للمدرسة الدكتور محمد يحيى السعيد.
حيث استهلّ السيد الوالي: صال صيدو مداخلته باستعراض مسيرته المهنية في الإدارة الإقليمية، متوقفًا عند أبرز التحديات التي تعترض الموظف في بداية مشواره، خاصة عند توليه مسؤولية كرئيس مركز إداري. وركز على ضرورة التحلي بالقيم المهنية، وعلى رأسها النزاهة، والشفافية، والقدرة على التكيف مع بيئة العمل، والاستعداد الدائم لمواجهة التحديات بأسلوب احترافي ومرن.
كما سلط المحاضر الضوء على الدور المحوري للإدارة المحلية في إدارة وحلّ النزاعات المجتمعية، مبرزًا أهمية معرفة خصوصيات وسوسيولوجيا المجتمع الموريتاني، باعتبار أن الفهم العميق للعادات والتقاليد المحلية شرط أساسي للتعامل الناجع مع القضايا الخلافية. وأشار إلى أن الانحياز غير الواعي إلى طرف دون آخر قد يخلّف مشاكل مستدامة، داعيًا الموظفين الجدد إلى الحذر من هذا النوع من الأخطاء.
وفي معرض حديثه عن التسيير الجهوي، بيّن السيد الوالي أن من صميم مسؤوليات الموظف العمومي على المستوى الجهوي خلق بيئة مواتية للتنمية المحلية، من خلال المبادرة باقتراح مشاريع تنموية مستدامة، ورفعها إلى السلطات المركزية.
وأشار كذلك إلى أن الوظيفة العمومية تفرض على صاحبها سلوكًا خاصًا وعلاقات محددة، ينبغي إدراكها والتعامل معها بوعي كامل، خصوصًا في المناصب الحساسة التي تمثل الدولة على مستوى محلي، كمنصب الوالي، الذي وصفه بأنه "محامٍ عن المصلحة العامة" داخل الولاية.
وقد تميّزت المحاضرة بجو من التفاعل والنقاش المفتوح، حيث أُتيح المجال أمام التلاميذ الموظفين لطرح أسئلتهم واستفساراتهم، والتي تناولت موضوعات متعددة، من بينها كيفية تطوير الذات في بيئة العمل، وأهم الأدوات التي ينبغي للموظف التسلّح بها عند مباشرة مهامه، بالإضافة إلى الحدود القانونية والتنظيمية لسلطة الوالي في تسخير الموظفين والوكلاء العموميين، وأدواره الرقابية على الشركات والمنظمات العاملة في الولاية.
هذا التفاعل البنّاء ساهم في إثراء اللقاء، وجعله مناسبة عملية للربط بين النظرية والممارسة، مما ترك أثرًا إيجابيًا لدى الحضور، وساهم في تعميق فهمهم لأدوارهم المستقبلية كموظفين عموميين.
وقد حضر المحاضرة إلى جانب التلاميذ، عدد من أعضاء الطاقم الإداري والتربوي للمدرسة.









